المسارعة إلى الخيرات

المسارعة إلى الخيرات
المسارعة إلى الخيرات

خطبه للشيخ
سليمان بن محمد اللهيميد





،‘‘،



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) .
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
أما بعد
فاتقوا الله أيها المسلمون ، واعلموا أن الله أمركم بالعمل الصالح ، بل أمر بالمسارعة إلى الخيرات والأعمال الصالحات ، لأن هذه الدنيا دار عمل ودار سباق ودار تنافس .
يقول تعالى في وصف أنبيائه ورسله ( كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين )
وقال تعالى (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )
وقال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين )
وقال تعالى ( فاستبقوا الخيرات ) .
وقال  ( بادروا بالأعمال فتنا )
فهذه الآيات وغيرها تبين أنه على المسلم أن يحرص على المسابقة إلى الخيرات في جميع أنواع الطاعات والقربات .
وقد جاء في صحيح البخاري عَنْ عُقْبَةَ قَالَ ( صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِىِّ  بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعاً ، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ، فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ فَقَالَ « ذَكَرْتُ شَيْئاً مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِى ، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ [ تبر : قطعة ذهب ]
فعلى المسلم أن يسارع إلى الطاعات :
يسارع إلى الصف الأول
كما قال  ( لو يعلمون ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ) متفق عليه
وفي رواية ( لكانت قرعة ) .
وعن جابر . قال ( قال رجل للنبي  يوم أحد ، أرأيتَ أن قتلتُ فأين أنا ؟ قال : في الجنة ؟ قال : فألقى تمرات كنَّ في يده ، ثم قاتل حتى قتل ) متفق عليه .
إن في المسارعة إلى الخيرات فوائد كثيرة :
أولاً : استجابة لله ورسوله .
وقال تعالى ( يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) .
قال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ........ ) .
وقال تعالى ( وسابقوا .... ) .
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) .
ثانياً : دليل على علو الهمة ، والإسلام حث على علو الهمة .
قال تعالى (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) .
وقال تعالى (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) .
وقال  ( احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ) رواه مسلم
وقال  ( احضروا الذكر ، وادنوا من الإمام ) رواه أبو داود .
وقال  ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ) رواه البخاري .
ثالثاً : أن الإنسان لا يدري ما يعرض له من موت أو مرض .
وقد قال  ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو ولد صالح يدعو له .. ) رواه مسلم .
وقال  ( اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل مرضك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك )
وقال  ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا )
فلا يدري الإنسان متى يهجم عليه الموت
لأن الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
فالموت : لا يستأذن على أحد .
والموت : لا يعرف بواباً
والموت : لا يعرف وزيراً
والموت : لا يعرف عظيماً .
والموت : لا يعرف حقيراً .
والموت : لا يعرف حاكماً
رابعاً : المسارعة للخيرات دليل الحب والعبودية الحق .
فأن سرعة الاستجابة ناتجة عن حب الله ورسوله والثقة بوعده
والإيمان به
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .
أقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب عظيم .


×

،‘،

×


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فاتقوا الله أيها المسلمون ، وأن هذه الدنيا دار عمل لا در حساب
ودار للتسابق للخيرات والأعمال الصالحات
فالعمل الصالح هو زادك في الآخرة
قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) .
والعمل الصالح هو أنيسك في قبرك
كما قال  ( إن العبد إذا وضع في قبره جاءه رجل جميل الوجه فيقول له : من فوجهك الجميل يأتي بالخير ؟ فيقول : أنا عملك الصالح .
والعمل الصالح هو الذي يذهب معك إلى القبر
كما قال  ( يتبع الميت ثلاثة : أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد ، يرجع أهله ويبقى عمله ) متفق عليه .
إن الله تعالى أعطانا النعم ، وكرمنا بالجوارح لنعبده ولنتسابق إلى طاعته
ومرضاته ، كما قال تعالى (إ نَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفـُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) .
فاجتهدوا أيها المسلمون في استغلال أوقاتكم بالطاعات ، واعمروا أوقاتكم
بما يقربكم إلى رب الأرض والسموات .
فبالله عليكم ! بماذا تقضى الأوقات في هذا الزمان عند كثير من الناس ؟
وماذا يفعل كثير من الناس بأوقاتهم ؟ للأسف يقضونها بالمحرمات
ومشاهدة المنكرات .
إن هذا من الخسارة العظيمة ؟ أن الناس يضيعون أوقاتهم ؟؟ الوقت الذي سوف يسأل عنه الإنسان ؟
الوقت الذي هو فرصة المسلم ليتقرب به إلى الله .
فالله ارحم وتب علينا .
هذا : وصلوا وسلموا على النبي الكريم كما أمركم الله بذلك بقوله (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وأرض اللهم عن خلفائه الأربعة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا .
اللهم اجعلنا من المسارعين إلى الخيرات
ومن الساعين إلى رضوانك والجنات
اللهم وفقنا لاغتنام الأعمار
اللهم اجعلنا الدنيا زاداً لنا لكل خير
اللهم ارزقنا فقهاً في دينك ومحبة لطاعتك
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .

شكرا لك اخي امين دمت في تميزك وتالقك بحول الله وكتبه الله لك في ميزان حسناتك ان شاء الله
وارجو ان تبارك عودتي وتعذرني على الغياب الطويل

لاباس اختي احلام فانا ايضا قليل الدخول الى المنتدى
اعذرك لاننا جميعا مهتمين بالدراسة
تحيتي وشكرا على الرد الجميل والمتميز