تعطى مساء اليوم بملعب الحادي عشر نوفمبر بلواندا، إشارة انطلاق الدورة السابعة والعشرين من نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بحضور رئيس الفيفا جوزيف بلاتير ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني ورئيس الكاف عيسى حياتو وضيوف كبار من مختلف بقاع العالم، وذلك وسط تخوفات وتساؤلات الرأي العام الكروي في إفريقيا وخارجها
عن واقعة المنتخب الطوغولي الذي تعرضت حافلته لوابل من الرصاصات القاتلة على الحدود الكونغولية الأنغولية.
رغم أن الأنغوليين استلموا الملاعب الأربعة التي ستستضيف العرس القاري قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن نقائص عديدة سجلت في هذا البلد الذي استعاد هدوءه قبل ثماني سنوات فقط عقب حرب أهلية ضروس قطعت أجزاءه لأزيد من سبع وعشرين سنة.
وقد ظلت الأشغال مستمرة ساعات فقط قبل انطلاق البطولة بمختلف الملاعب سيما بالعاصمة لواندا، حيث واصل عمال المقاولات تزفيت الطرقات الحديثة وترميم الجدران وغيرها من الأشغال. وبات من الواضح أن الأنغوليين لم يتمكنوا من تجهيز أنفسهم لهذا الموعد الهام ولم يستجيبوا للإنذارات الثلاثة التي وجهتها لهم الكاف طوال السنة الفارطة.
إضافة إلى هذه النقائص العملية، جاءت الحادثة الأمنية التي راح ضحيتها منتخب الطوغو لتزيد الطين بلة وتكشف بالمرة عدم قدرة الهيئة الكروية الإفريقية على فرض دفتر شروط صارم على البلدان المستضيفة، مما فتح باب التساؤلات على مصراعيه حول كيفية منح مثل هذه الدورات الهامة وكذا مستقبل العرس القاري.
مشاكل النقل والإيواء والاتصال لم تحل
لم تتردد الصحافة الدولية سواء الفرنكوفونية أو الأنغلوفونية في انتقاد الأنغوليين ومعهم الكونفدرالية الإفريقية، حول كيفية منح شرف تنظيم الكأس الإفريقية لبلد تأخر كثيرا في تسوية مشاكل النقل والاتصال والإيواء والإطعام، حيث أبدع المبعوثون الإعلاميون الأوروبيون في نقل النقائص الكبيرة؛ في مقدمتها غياب وسائل النقل ومشكلة الاتصالات المتذبذبة وهياكل الاستقبال النادرة، إضافة لتعمد المتعاملين الأنغوليين إلى رفع الأسعار إلى سقف لا يطاق جعلت الكل يتساءل عن الغرض من تنفير الأنصار والإعلاميين من حضور مونديال الأفارقة. وقال صحفي بلجيكي: ''لم أفهم كيف منح التنظيم لهذا البلد، فقد عدنا لأكثر من عشر سنوات إلى الخلف، وكنت أتوقع أن تتحسن الأمور بسرعة دون جدوى، المنظمون تائهون والإمكانيات المالية التي سخرتها الدولة لم تسد الثغرات في التنظيم لأن الأنغوليين لا يتقنون التسيير''.
وإذا كان الأنغولييون يردون على الانتقادات بأنها مغرضة ومبالغ فيها، لأن هذا الموعد ينظم لأول مرة في بلد يوزوفوني، أي بلد ناطق باللغة البرتغالية كالرأس الأخضر والموزمبيق غني ببتروله، ولم يمنح مشاريعه الضخمة سوى للشركات الصينية دون الأوروبية سيما في مجال البناء والتجهيز فإنه ورغم نجاح مجمع سينوهيدرو الصيني في تسليم الملاعب الكروية الأربعة بلواندا وبانغيلا ولوبانغو وكابيندا، في نهاية ديسمبر، إلا أن عدم الإسراع في وضع الروتوشات حول مشاكل النقل والاتصال أثرت كثيرا على عمل الضيوف.
الشارع الأنغولي لا يهمه سوى ''البالانكا نيغرا''
إذا كان أنصار ''البالانكا نيغرا'' في شوارع لواندا يبدون تحمسا كبيرا لنجاح العرس القاري وتتويج أشبال مانويل جووزي بأول تاج قاري لهم، فإن الأجواء العامة تبقى عادية ولا توجد مؤشرات كثيرة على اهتمام الأنغوليين بالنهائيات عدا وضعهم للراية السوداء والحمراء على عرباتهم.
ووصف ألفونسو وهو سائق حافلة الوضع بقوله: ''لا تهمنا كثيرا هذه الدورة ونحن نهتم فقط بميارات ''البالانكا'' وسنكون حاضرين بقوة يوم المباراة لمؤازرة منتخبنا لأنه أمام فرصة سانحة للفوز بالكأس وستشاهدون ذلك اليوم ضد مالي وحتى ضد الجزائر سنكون حاضرين بقوة''.
من جهته أضاف روبيترو بأنه ورغم حب الأنغوليين لكرة السلة فإنهم منشغلون كذلك بكرة القدم وسيتجلى ذلك في المدرجات هذا المساء في مباراة الافتتاح ضد مالي، مشيرا: ''يجب أن تعلموا بأن ثلثي الشعب الأنغولي يعيش بأقل من دولارين أمريكيين في اليوم والفقر متفشي بكثرة وبالتالي فإن كأس إفريقيا بالنسبة لنا ليست أولوية بقدر ما هي وسيلة لجمع بعض المال لأن ظروفنا الاجتماعية لا يمكن وصفها''.
المنتخب الطوغولي ينسحب والمغرب قد يعوضه
قرر، أمس، المنتخب الطوغولي الانسحاب من دورة كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق اليوم بأنغولا، على خلفية الاعتداء الذي تعرضت له التشكيلة الطوغولية مساء أول أمس الجمعة، بمقاطعة كابيندا على يد الانفصاليين، والذي خلف مقتل المدرب المساعد ومسؤول الإعلام وسائق الحافلة، إضافة إلى الجرح البليغ الذي تعرض له حارس الفريق.
وجاء قرار انسحاب رفقاء القائد أديبايور من نهائيات كأس أمم إفريقيا بقرار من الحكومة الطوغولية حسبما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أمس على لسان وزير الإدارة الإقليمية والناطق الرسمي للحكومة باسكال بوجونا الذي قال ''الحكومة الطوغولية هي التي استدعت المنتخب الطوغولي للعودة إلى البلد، لأنه من غير الممكن أن يشارك منتخبنا في مثل هذه الظروف الصعبة، واللاعبون كلهم تحت الصدمة''. ورغم المفاوضات التي باشرتها السلطات الأنغولية مع الجانب الطوغولي لاحتواء الأزمة ومشاركة المنتخب في المنافسة الإفريقية، إلا أن كافة أفراد البعثة الطوغولية انتظروا القرار الحكومي لمغادرة التراب الأنغولي ومقاطعة الدورة، وهو ما أكده اللاعبون قبل قرار الانسحاب مبررين ذلك بالصدمة النفسية العنيفة التي تعرضوا لها مثلما صرح به ذلك مصطفى ساليفو لاعب استن فيلا، والقائد اديبايور نجم مانشيستر سيتي الإنجليزي.
وإن كانت بعض الأخبار المستقاة من الاتحادية الإفريقية لكرة القدم تستبعد تعويض انسحاب الطوغو بمنتخب آخر، إلا أنه إذا تم تعويضه فإن المنتخب المغربي هو الذي سيستدعى كونه احتل المركز الرابع في التصفيات بعد الطوغو.
وينتظر رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جوزيف بلاتير عودة مبعوثي الاتحادية الإفريقية من كابيندا قصد دراسة الملف واتخاذ القرار النهائي في القضية.
وقد قتل عضوان من وفد المنتخب الطوغولي في أنغولا وهما مساعد المدرب والمكلف بالاتصال للفريق، وذلك بعد الاعتداء المسلح الذي تبنته ''الحركة الانفصالية لمقاطعة كابيندا'' الواقعة في حدود أنغولا مع الكونغو برازافيل.
[
color=darkred]المصدر:[/color]جريدة الخبر