بسبب ضعف السيناريو الذي كتبه أحمد رزاق مسلسل ''جروح الحياة'' سجل إخفاقه على كل المستويات

بسبب ضعف السيناريو الذي كتبه أحمد رزاق
مسلسل ''جروح الحياة'' سجل إخفاقه على كل المستويات




دا مسلسل ''جروح الحياة''، للمخرج أعمر تريباش، الذي كان معوّلا عليه ليكون أهم عمل درامي جزائري لشهر رمضان، هزيلا من الناحية الفنية، مسجلا إخفاقه على جميع المستويات.
رغم النجاح الجماهيري الذي حققه عمر تريباش في إخراج الجزء الأول من مسلسل البذرة رمضان 2007، فإنه أخفق في مسلسله الجديد ''جروح الحياة''، حيث لم يهتم بدقة المشهد المرئي ومحتوياته التعبيرية من الناحية الفنية وتفاصيل لقطاته وتتابعها أو توظيفها. ونجد ذلك مثلا في العلاقة العاطفية بين ''خالد'' الذي أدى دوره عز الدين بورغدة و''ياسمين'' (أداء مليكة بلباي)، حيث لم يوظف المخرج لغة درامية مناسبة لإظهار المشاعر العاطفية بين البطلين، سواء من موسيقى، أو إضاءة درامية لإظهار المشاعر التي يحملها كل طرف إلى الآخر. وقام تريباش ببتر أحداث مهمة من المسلسل، أفقدت العمل توازنه العام، خاصة ما تعلق بحدث اختطاف ''جميلة'' أخت البطل ''خالد''، وكيفية رجوعها إلى البيت بعد أن تشابك شقيقها وأبناء ''الحومة'' مع ابن رجل الأعمال وعصابته، وتدخّل رجال الشرطة، وإلقاء القبض على الشباب والزج بهم في السجن، وهي كلها مشاهد مثيرة ألغاها المخرج من العمل، وترك ما يدل عليها في الحوار، ما أحدث فجوة كبيرة في العمل.
وإضافة إلى ضعف السيناريو الذي كتبه أحمد رزاق والذي يسرد فيه قصة بسيطة تدور أحداثها حول يوميات عائلات تعيش في أحد البيوت العتيقة بالقصبة، بعد موت صاحبة البيت تتفق زوجة الابن على بيع المنزل إلى رجل الأعمال ''سي ناصر''، فيصبح هاجس بيع وشراء البيت هو محور العمل الذي تتصاعد في إطاره الأحداث وتتفاعل معه شخصيات المسلسل.
وكانت أهم نقاط الضعف في الكتابة الدرامية للعمل هي افتقارها لبناء الشخصية الدرامية بأنماطها المختلفة، ومدى تبلور السمات الذاتية المميزة، أو الملامح الخاصة بتلك الشخصية، وهي ما يُعبّر عنها الحوار الموظف والذي جاء ضعيفا بدوره أظهر شخوص العمل في صبغة نمطية، سطحية خالية من التعقيدات والأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية على اعتبارها مكونات كل شخصية. ولن نبالغ لو قلنا إن بعض الوجوه الفنية قد سجلت تراجعها في هذا العمل، خاصة الممثلة مليكة بلباي التي أدت دورا لا يقارن بما قدمته في مسلسل ''موعد مع القدر'' للمخرج جعفر قاسم.
بينما قدم بقية الفنانين أدوارا نمطية لم تخرج عما تعوّدوا الظهور به أمام الكاميرا، على غرار محمد عجايمي، فريدة صابونجي، بهية راشدي، في حين سجلت الفنانة سميرة صحراوي تميزها من خلال دور ''ظريفة'' وتمكنها من تقمّص الشخصية التي تجمع بين البساطة والخبث والذكاء، وكذلك محاولة الفنانة ''نضال'' تقديم شيء مختلف في أدائها؛ حيث وظفت تقنيات التمثيل المسرحي في الأداء الصوتي وتدرجه بين القوة والضعف، وكذلك التكرار والتأكيد. غير أن الإكثار من ذلك أوقعها في الخلط بين ما هو مسرَح وما هو دارما تلفزيونية. كما أوقعها في التكلّف الذي لم يخدم الدور. أما المطرب نور الدين علان فكان بعيدا كل البعد عن التمثيل، ما يجعلنا نتساءل عن سبب اختياره، وكذلك الأمر بالنسبة للممثل بوشملة محمد لمين في دور سعد ابن سي ناصر.
مشكل آخر حال دون تقبّل الجمهور للمسلسل هو أن يحمل ''جروح الحياة'' قصة مقاربة في ظروفها وحيثياتها لقصة مسلسل ''البذرة'' بجزأيه الأول والثاني.